[frame="7 10"]
سؤال: ما الآداب والسنن الواجبة على المسلم في العشر الأولى من ذي الحجة؟
شهر ذو الحجة من الأشهر الحرم التي قال فيها الله عز وجل: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} التوبة36
ما الواجب علينا في هذه الأشهر؟ {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} التوبة36
هذه الأشهر حتى لا نحتار فيها بيَّنها لنا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ}{1}
الواجب على المسلمين والمسلمات في هذه الأشهر عدم ظلم النفس، وهل الإنسان يظلم نفسه؟ نعم إذا خالف ربه، وإذا خالف نبيه، وإذا خالف كتاب الله، وإذا ظلم إخوانه المؤمنين، وإذا وقع في المعاصي، وإذا وقع في الغفلة، وإذا ترك نفسه للهو واللعب، وترك الإشتغال بطاعة الله وعبادة الله وذكر الله، كل هذه الأشياء يظلم الإنسان نفسه فيها.
إذاً يبتعد الإنسان عن كل مسببات ظلم النفس في هذه الأشهر، بمعنى يحرص على طاعة الله، ويحرص على حسن المتابعة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحرص على حسن التعامل مع جميع خلق الله، ويحرص على حفظ نفسه من الهفوات والغفلات والمعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن.
بعد ذلك – وهذا هو الأدب الهام الذي وجَّه إليه القرآن – عليه بما ورد في السنَّة من صيام ما تيسر من هذه الأيام، وخاصة يوم عرفة، وعليه إحياء لياليها بذكر الله، قال صلى الله عليه وسلم في شأن هذه الأيام: {مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ}{2}
انظر إلى قدر العمل الصالح في هذه الأيام، قدر عال جداً، ولذلك لا بد للإنسان أن يشتغل في هذه الأيام بذكر الله، وبعض الأئمة استدلوا على ذلك بقول الله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} الحج28
وقوله: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} البقرة203
الأيام المعدودات: هي أيام التشريق، أول وثاني وثالث ورابع أيام العيد، والتي نُكَبِّر فيها لله عز وجل.
أما الأيام المعلومات: فقد قالوا هي أيام ذي الحجة، فهي أيام معلومة علَّمها الله، وجعل لمن يحييها علامة أن الله عز وجل يرضى عنه في الدنيا، ويُكرمه يوم لقياه عز وجل.
{1} الصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن نقيع بن مسروح رضي الله عنه
{2} صحيح البخاري وسنن الترمذي وأبي داود عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما
/watch?v=_FMv62Z5Qgo
[/frame]