بسم الله الرحمن الرحيم
أول ما ينبغي أن نلتفت إليه في دعوتنا إلى الله هو الدعوة إليه على بصيرة, قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ), ولعلنا نفهم معنى البصيرة إذا ما استشهدنا بالحديث العظيم الذي يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية), وهذا يعني أن البصيرة هي أن تدعو بعلم الكتاب والسنة, المصدران العظيمان, ولو بآية واحدة, أو بحديث واحد, بفهم للآية أو الحديث موافق لفهم سلفنا الصالح, فالدعوة إلى الله لا تستلزم أن تكون عالماً, كثير الحفظ للنصوص الشرعية, ولكنها تستلزم أن تكون مادة دعوتك الكتاب والسنة.
نعم, الكتاب والسنة, فيهما الغُنية, ولذا حينما رأى صلى الله عليه وسلم يوماً مع الفاروق عمر بضع صفحات من التوراة فضرب على صدره وقال : ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب، والله لو كان موسى بن عمران حيا ما وسعه .إلا إتباعي), وهذا الفهم لمعنى البصيرة, الذي سبق بيانه أعلاه, والذي أكد عليه توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه, وهو الدعوة بعلم الكتاب والسنة, سيحمينا من الإسراف في الاستشهاد بحكماء الشرق والغرب من يهود ونصارى ونحن ندعو إلى الله تعالى, حيث تضمن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية)الحد الأدنى للدعوة, آية!.
إن كنوز القرآن والسنة ليس لها نهاية, والذي نحتاجه هو التشمير عن ساعد الجد لاستخراج هذه الدرر مما كتبه السلف والخلف وفق منهج السلف الصالح في فهم المصدرين.